o.OskullO.o Admin
عدد الرسائل : 192 العمر : 34 الموقع : www.just4alex.tk المزاج : مرح اعلام الدول : مزاجك اليوم : الاوسمه : نقاط : 163 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: الحر والرطوبة.. "جعلونى مجرماً الإثنين مارس 02, 2009 2:41 pm | |
| احذر العصبية في هذا الحر؛ فقد تجد نفسك في لحظات إما مجرما أو ضحية! فالحر الشديد يسرّع الإثارة العصبية للأشخاص؛ وهو ما يدفع لحدوث سلوكيات عنيفة، قد تصل لحد الاندفاع لارتكاب جريمة! هناك ارتباط وثيق بين تقلبات الطقس والحالة النفسية والعصبية للإنسان؛ نظراً لحدوث تغيرات في مستويات الأملاح المعدنية بالدم، إذ تصاب الأعصاب بحساسية مفرطة في حالة ارتفاع درجة حرارة الجو بصورة ملحوظة، كما قد يحدث التهاب بالأعصاب الطرفية.
فالحرارة الشديدة وارتفاع الرطوبة يؤديان إلى خلل في مستوى السوائل بالجسم؛ نظراً لزيادة إفراز العرق وهو ما يؤدي إلى شرب السوائل بكثرة، فيؤدي ذلك إلى تغير التركيب الكيميائي بالدم والبلازما في الجسم؛ ما ينعكس بدوره على المراكز العصبية في المخ، محدثاً نوعا من التوتر الشديد والقلق وسرعة الإثارة العصبية التي تتطور في بعض الأحيان إلى هياج عصبي وسلوك اندفاعي عدواني.. وهذا ما يبرر ارتفاع معدلات الجريمة والخلافات بين الأشخاص في فترات الحر الشديد.
تعايشوا مع الحر.. فستطول عشرتنا
يبدو أنه علينا أن ُنكَيِّف أنفسنا للتعايش جنباً إلى جنب مع موجات الحر القاسية التي تتلاطم تباعاً في محيط المناخ الأرضي الجديد، فالعالم كله -وليست الدول العربية فقط- يشهد أقصى ارتفاع لدرجة حرارة الأرض منذ مائة عام، والسبب الرئيسي لهذا الارتفاع في درجات الحرارة يعود إلى ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن تلوث الغلاف الجوي بفعل أدخنة وغازات القوى الصناعية.
غمرت الموجة الحارة هذا الصيف معظم الدول العربية والآسيوية والأوروبية أيضاً، ففي العراق مثلاً تجاوزت درجة الحرارة 50 درجة مئوية، وشهدت السعودية معدلات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك الكويت وعُمان وغيرهما، كما شهدت الهند وروسيا كوارث عديدة راح ضحيتها الكثيرون.. والسبب الارتفاع غير المألوف في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة؛ وهو ما أثر بالسلب على الأجسام والعقول والجلود والعيون والأعصاب، فأصيبت قوى الإنتاج بالكسل والإعياء.
درجة الحرارة المعلنة.. سراب!
يرى خبراء الأرصاد الجوية أن الرطوبة الزائدة من أهم المتهمين في زيادة الإحساس بـ"الموجة الحارة" التي أغرقتنا هذا الصيف، فكلما ارتفعت نسبة الرطوبة زاد الإحساس بالحرارة بشكل أكبر من درجات الحرارة المعلنة، فعلى سبيل المثال إذا كانت درجات الحرارة المعلنة 41 درجة مئوية، والرطوبة النسبية أثناء النهار تتجاوز 35% فإن إحساس الإنسان بحرارة الطقس يزداد، لتقترب درجة الحرارة المحسوسة من 50 درجة مئوية.
وفي بيان صحفي له أكد الدكتور "حسين زهدي" خبير الأرصاد الجوية، رئيس هيئة الأرصاد الجوية المصرية سابقاً أن هناك علاقة طردية قوية بين ارتفاع الحرارة والرطوبة من ناحية وزيادة معدلات فيضان النيل من ناحية أخرى.
فالدول العربية ووسط وجنوب أوروبا تقع بين خطي عرض 20 و30 شمالا في المنطقة المعروفة باسم منطقة العروض الوسطى، وهذه المنطقة محاصرة بين كتلة هوائية باردة قادمة من الشمال، وأخرى ساخنة من الجنوب تعمل على دفع الهواء الساخن الرطب الذي يميز المنطقة المدارية التي تقع بها منابع النيل ومنطقة الحبشة. وفي هذه المنطقة يدفع الهواء الساخن الهواء البارد لأعلى؛ وهو ما يؤدي إلى تكون سحب قوية ركامية شديدة السمك، ونظراً لحالة عدم الاستقرار فإن الأمطار تسقط بهذه المنطقة على هيئة سيول عنيفة؛ وهو ما يدفع تيار الهواء الساخن للشمال (لمنطقة العروض الوسطى) وهو محمّل بنسبة رطوبة عالية.
وتؤكد هيئة الأرصاد الجوية المصرية أنه لا يمكن أن تخفّ حدة "الموجة الحارة" في المنطقة إلا إذا تأثرت بالمرتفع الجوي القادم من جنوب أوروبا والبحر المتوسط، ويتميز المرتفع بالبرودة النوعية.
الاحتباس الحراري.. كارثة تنتظرنا
وربما يفسر إحساسَ الناس في المدن الصناعية مثل القاهرة بالارتفاع الكبير في نسبة الرطوبة وجود عوامل أخرى تتمثل في الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الإنسانية والمصانع والتي تتسبب في ارتفاع نسبة الملوثات التي تؤدي بدورها إلى زيادة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري.
فما نشعر به من تغيرات في المناخ -كما ذكر الدكتور مصطفى كمال طلبة خبير البيئة العالمي في أحد بحوثه المنشورة- يعد جزءاً مما يسود العالم ككل، ولهذا علينا أن نتعايش مع هذا الوضع الغريب لسنوات قادمة، إلى أن يتحرك العالم بجدية لمواجهة هذه الكارثة الحرارية، حيث يشهد العالم حالياً أقصى ارتفاع لدرجة حرارة الأرض منذ مائة عام.
ويرى أنصار حماية البيئة أن ذلك التطور الخطير من شأنه أن يرفع حرارة الغلاف الجوي بحلول عام 2050، بحيث تؤدي الحرارة إلى إذابة الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي؛ وهو ما يرفع مستوى المياه في البحار والمحيطات، الأمر الذي يؤدي إلى إغراق الأراضي المنخفضة في الكرة الأرضية، بما في ذلك أجزاء من الساحل الشمالي للقارة الإفريقية.
ويتركز اهتمام أنصار حماية البيئة حول السعي لخفض كثافة الطاقة المستخدمة لإنتاج السلع وأداء الخدمات، وهو ما يترتب عليه بالضرورة خفض كثافة الكربون الذي يتخلف عن استهلاك الطاقة وينطلق في الغلاف الجوي مسببا ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي مصر يعتبر إحلال الغاز الطبيعي محل السوائل البترولية أحد العوامل المساعدة على تخفيف حدة التلوث الجوي؛ نظرا لضآلة ما يحتويه الغاز الطبيعي من الكربون.
وكانت الأمم المتحدة قد أقرت في العام الماضي 2001 الاتفاق الدولي بضرورة تقديم دعم مالي وتكنولوجي أكبر للدول النامية؛ لمساعدتها على مكافحة الاحتباس الحراري، وضرورة توفير قاعدة سياسية متينة للدول الصناعية للتصديق على اتفاقية "كيوتو 2001" بشأن محاربة الاحتباس الحراري. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد رفضت اتفاقية كيوتو 2001 من أساسها، وانسحب منها الرئيس الأمريكي جورج بوش بذريعة أنها معيبة وغير عادلة، فإن مساعد وزير الخارجية الأمريكية قد أعلن في واشنطن وقتذاك أن الموقف الأمريكي كان بنّاء بهذا الصدد!
وقد أوضح الباحثون مؤخرا -في تقرير صدر عن مجلس الأبحاث الوطني التابع لأكاديمية العلوم الأمريكية- أن الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الجو يزيدان من احتمالات وقوع كثير من الظواهر المناخية المدمرة. وطالب التقرير بضرورة استمرار الدراسات ووضع سياسات جديدة بهدف تحاشي تفاقم أوضاع الطقس في هذا الاتجاه. ويرى التقرير أن النشاط البشري الكبير وانبعاثات الغازات المستمرة من جراء هذا النشاط تمثل السبب الرئيسي للظواهر المناخية السيئة المتوقعة
| |
|